اليوم هو أول أيام الصيف.. أطول نهار وأقصر ليلة.. ماذا عن الشهرين الماضية؟ ماذا كانت؟ وماذا عن الشهرين القادمة؟ كيف ستكون؟ يا إلهي بدأت بالنتح منذ شهر كيف سأصبح بعد شهر لا أعلم! كم أود أن أكون صبّارة أو تين شوكي يحتفظ بالماء في هذا الوقت من العام فابنة الصحراء لا تعرف كيف تتكيّف في هذا الجو دون أن تعقِد حواجبها وتزفر وتتأفف في كل ثانية.
أعيش من بعد رمضان بوضع توفير الطاقة، نومي تحسّن بعد أن عبرت عن استيائي من الأرق في شفق. وكأن النوم كان يحوم فوق رأسي ينتظر مني توبيخ الأرق وطرده ليستقر معي.
أحب فن نيكول رفكين والطريقة التي ترسم بها .. لذلك أكثر من استخدام لوحاتها ورسوماتها في التدوينات .. أجد أنّها تعبّر عني بشكلٍ ما إضافة لأن رسوماتها جميلة وألوانها غير اعتيادية، بل توحي بشخصية ذكية وحيّة ومتفرّدة!
أحاول أن أقرأ بعض الكتب التي تلحّ علي روحي بقراءتها، وتتكرر عليّ أغلفتها بشكل مستمر، سأحاول رغم أني أفكر بتجربة الصيام عن الكلام في هذه الفترة فلا أعلم كيف سأنجح بالأمر وأنا أود أن أقرأ وافكّر. حاولت في فترة سابقة الصوم ولم أنجح إلا بالصيام لعدة ساعات لم تتجاوز 12 ساعة. فهو لا يعني أن تتوقف عن الحديث مع الآخرين فحسب بل هذا سهل جداً. الصعب هو إيقاف تدفق الأفكار في عقلك وتأملها ومناقشتها في ذهنك، إيقاف الحديث الداخلي حول أي شيء. كلمبة المكيف التي تضيء الغرفة المظلمة وعليه تقرر إغلاقها بشطرطون أسود حتى لا تزعجك المرة القادمة فتنام أسرع رغم استخدامك لغطاء العين! لا أعلم لماذا هذه الفكرة تؤرقني وبالطبع حين يأتي اليوم التالي لا أغلقها بشطرطون! هذا السيل من الأفكار ما أريد الصيام عنه.
تجربة الصيام عن الكلام ومصاحبتها للصيام عن الطعام تجربة جبارة تنقل الإنسان على عدة أصعدة روحيّاً. تصفي ذهنك من أي عوالق أو أفكار مهما كانت. في الإسلام يختلف الرأي حوله.. في القرآن صام زكريّا عن الكلام وصام داوود عن الطعام طوال حياته يوم صيام ويوم إفطار. وأنا أرى أن الإنسان إذا أراد أن يصوم صيام المسلمين فهو يمتنع عن كل ما قد يجرح صيامه.. والكثير من الكلام لا يوجد ضرورة وداعي له فليعتبر الشخص نفسه أثناء الصيام معتكف في محرابه لعدة ساعات منعزلاً عن أي تشتت قد يقطع عليه خلوته. وبما إني بإجازة لأسبوعين وأشعر أنّ عقلي يطبخ، فحان وقت فصل السلك وسأفعل كل ما هو ممكن للوصول للهدوء الذهني، ولأن معظم من أعرف يصومون هذه الأيام البعض للعبادة فحسب والبعض عبادة ورشاقة لأجل قوام ممشوق يوم العيد.. أما أنا سأصوم لأصحّ على كل الأصعدة.
منذ طفولتي وأنا أحب الجلوس مع من هم أكبر مني، أستمتع بصحبتهم وأحاديثهم والأهم لحظة اكتشاف (إن ما عندهم سالفة حول مواضيع كثيرة) فبالتالي انكسرت لديّ قاعدة أكبر منك بيوم أعلم منك بسنة فلم أعد أظن هذا حول أي شخص سواء أكبر أو أصغر مني عمراً، الجميع يمكنني أن أتعلم منه شيئاً ينفعني أو أن أعلم أن هذا أمر لا ينفعني. لم أعد أفترض لأنهم أكبر فهم بالتالي أكثر تعقلاً ونضجاً، احترمهم وأقدرهم وأستطيع أن أقول لهم رأيكم ما يناسبني دون أن أعطيهم صلاحية ومجال للنصح والتنظير لأنهم فقط بيولوجياً أكبر مني!
فلكم أن تتخيلوا سعادتي حين سمعت عن بودكاست julia louis Dreyfus والتي اشتهرت بدور إيلين في ساينفيلد. البودكاست اسمه أحكم مني wiser than me تقابل فيه سيدات في الثلث الثالث من حياتهم فوق الستين عام وتسألهم عن العديد من الأشياء.. العمل التقنية الهوايات الطفولة الهدوء الزواج والكثير من الأشياء.. لحسن حظي أن أول حلقة استمعت لها كانت مع الرائعة جين فوندا وأرغب بسماع حلقتها مع ايزابيل الليندي قريبا لكن مخبيتها للأيام التي لا يوجد بها شيء جدير بالاستماع، البودكاست باللغة الإنجليزية رائع ولا تفوّتوا فرصة التعرف عليه.
منذ بداية العام وأنا لم أوقف اشتراكي في أمازون برايم! فمثلاً وجدت العديد من المسلسلات المكتملة والتي لم أتابعها من قبل! وجدت مجموعة من أفلامي الهندية المفضلة في مكتبتهم! إضافة للطرود المنزلية دون إضافة قيمة محددة للشحن المحلي والشحن المجاني الدولي! والعديد من المسلسلات الحديثة التي انتظرت بعضها ليكتمل وبعضها لم أقاوم المشاهدة لحلقاته الأسبوعية مثل المسلسل الكوميدي The Marvellous Mrs Maisel والذي منه وضعت الصورة التالية والذي انتهى منذ مدة وأشعر أن شخصية ميريام تحتاج برنامج ساعة كوميديا مع مسز مايزل! ربما يفكرون بالأمر بعد سنوات الأمر يستحق.
إضافة لمسلسل الدراما والخيال العلمي Citadel هكذا تصنفه أمازون أمّا أنا أصنفه مسلسل جريمة وتجسس وإثارة، لم يعجبني الموسم الأول بما فيه الكفاية لأني توقعت النهاية منذ الحلقة الثالثة.. لكن ننتظر الموسم الثاني ونرى! أتابع الآن عليه مسلسل The Nanny ويا لسعادتي حين رأيته في القائمة هذا الشهر أحب جداً كوميديا مسلسلات التسعينات وشخصية فران من شخصياتي المفضلة والسبب هو تفرّدها برسم خط جديد للشخصية الكوميدية النسائية، بنت عليه شخصية جانيس فريندز ضحكتها الشهيرة!
وبما أني تحدثت عن المسلسلات الكوميدية القديمة فلا أستطيع أن أكتم إعجابي بمسلسل The golden girls وهو يحكي عن مجموعة من الأرامل فوق الستين لا يعرفون بعضهم ويعيشون مع بعض في منزل واحد عوضا عن العيش بمفردهم.. إضافة إلى أم أحدى الشخصيات والتي في الثمانين من عمرها وهربت من منزل مسنين إليهم! يضحكني جداً هذا المسلسل لأني أستطيع أن أرى الكثير من أحداثه في حياتي وهذا المشهد أستطيع أن أقسم أني أعيشه بشكل مستمر وأظن أني سأستمر بعيشه لا أعلم إلى متى! أرفع القبعة لبلانش ديفرو ولصوفيّا بيترلّو. أذكر أن هذه الحلقة كانت على جزأين وهي من أكثر الحلقات التي أضحكتني.
على صعيد المحتوى العربي أعجبني لقاء جورج خبّاز مع أنس بوخش.. حديثه عن تشابه علاقات الحيوانات بالبشر وأن الجميع يمكن أن يكون مفترساً، حتى الأرنب الذي يتناول النباتات يعتبره النبات كائن مفترس أضحكني للغاية! لأني لطالما تحدثت عن هذه النقطة ولطالما شبّهت حياة البشر على الأرض بحياة الكائنات الحية في الغابات، الفرق بيننا وبينهم أننا في غابة ولا نعلم هذا! لا أعلم لماذا تذكرت الآن رواية مزرعة الحيوان! المهم اللقاء ممتع ويستحق المشاهدة. بالمناسبة أحب علاقة الفطر والطحلب (الأشنّات) التكافلية.. يقوم الفطر بواسطة انزيماته بتكسير المواد العضوية إلى عناصر أوليّة فيستطيع الطحلب أن يحصل على غذائه منها ويقوم الطحلب بعملية بناء ضوئي يصنع بها الأكسجين ليستطيع الفطر العيش في الظروف الهوائية والجلوكوز ليحصل على السكريات.. فتأمّل!
عائشة على القمر 
أضف تعليق