
هام وفقاً لسببٍ ما لا يسهل شرحه. هذه هي الجملة التي اختارها الـ Gmail لإحدى رسائل البريد التي استغربت وجود العلامة الصفراء بجانبها فأنا لا أذكر أنّي حددت هذه الرسالة كرسالة مهمة! توقف المؤشر بجانب العلامة عن طريق الخطأ ورأيت الجملة السابقة وانتابتني موجة ضحك عارمة. توقفت لأتنفس قليلاً، تأملت الرسالة المحددة كهام وفقا لسبب ما لا يسهل شرحه ثم عدت للضحك.. يا إلهي ما هذا؟! لماذا هذه الرسالة دون كل الرسائل تحددت وكُتبت بجانبها هذه الجملة؟ حسناً لقد فهمت الرسالة.. فهذا أمر هام وفقاً لسببٍ ما لا يسهل شرحه.
اعتدت على الخربشة برسم علامة Infinity منذ طفولتي ولا أعلم سبب اختياري لهذه العلامة! لا أتسلى بالتواقيع العشوائية ولا أرسم العيون أو الطيور كما يرسم الكثير حين يسرحون. أرسم فقط علامات لا نهائية متداخلة إلى أن تنتهي الصفحة. تطور الأمر بعض الشيء وأصبحت أكتب باستخدامها وأخربش كلمات عشوائية دون أي هدف. أجد الكثير من المتعة والراحة أثناء اللحظات القليلة التي أنسى نفسي بها أمام الورق لأكتب ما لا يُكتب لا نهائياً. اتأمل ويصفى ذهني بهذه الطريقة كثيراً وأحيانا بعد أن أرسم بشكل عشوائي أنظر لكل هذه الدوائر المتداخلة وأجدها قد اصطفت لتشكل كلمةً ما كانت تُلح بشكلٍ ما في اللاوعي.. وهذا أيضاً أمر هام وفقاً لسببٍ ما لا يسهل شرحه!
اكتشفت مؤخراً بعض الأفلام الهندية القديمة بعض الشيء والتي لم أتابعها بعد يا لحسن حظي الذي لم يكتمل، فبعد أن قررت الاستلقاء لبدء ماراثون مشاهدتها حصل ما لم يكن بالحسبان فتأجلت مشاهدتها لآخر شعبان.. لا بأس ستكون مكافأة تستحق التأجيل. العجيب أن أحد هذه الأفلام يحتوي على أغنية أسمعها بشكل مستمر ولم أعلم أني لم أشاهد هذا الفيلم إلا حين شاهدت الأغنية المصورة فأنا حتماً لا أذكر أني شاهدت هذه القصة.. يوجد شيء ما ينتظرني هناك وهذا أمر هام وفقاً لسببٍ ما لا يسهل شرحه!
لدى الأتراك مثل يعجبني جداً يقول: “Büyük lokma ye büyük söz söyleme” والذي يترجم كالتالي ” كل لقمة كبيرة ولا تقل كلمة كبيرة” وهو من الأمثال التي تقال عند الاستنكار أو استغراب فعل أحدهم بمعنى أنّه إذا لم يكن بإمكانك أن تتحمل عاقبة كلامك لا تقله لأنك ستفعل تماما كما يفعل يقابله عندنا ” لا تضحك إلا على صايم ومصلي”. في هذا الأسبوع حدث معي موقف ذكرني بتعليق قلته لأنه آثار تعجبي تصرف ما قبل خمس سنوات. للأمانة أنا لم أسخر من صاحبة الموقف فقط تعجبت وقلت لماذا يا ترى تصرفت بهذه الطريقة؟ الحاصل أنه تكرر معي نفس موقفها بنفس التفاصيل والظروف وتصرفت بنفس الطريقة وأقسم بالله العظيم أني لا أعلم لماذا تصرفت بهذه الطريقة! حين سألت نفسي لماذا يا عائشة؟ تذكرتها فجأة من العدم على الرغم مرور كل هذه السنوات على هذا الموقف وقلت: ” بسم الله.. ايش جابها على بالي بهالساعة.. أوبس .. يمكن هي تصرفت بنفس الطريقة لأنها لم تكن تعلم” فولعت لمبة في عقلي وابتسمت وكأن الله أراد أن يوضح لي أن ظلمتها بشكلٍ ما بتعجبي ذاك وأعطاني الآن فرصة لأستغفر حتى ينقذني مما أنا فيه. استغفرت وتصدقت عني وعنها وقلت كما تقول صديقتي: ” كنسل دليت” وهذا أمر هام وفقاً لسببٍ ما لا يسهل شرحه!
في كل إجازة أقف حين وصولي للمنزل بجانب Lion لأرى من منا أطول؟ في هذه الإجازة اكتشفت أنّه أصبح أطول مني ويارب يصير أطولنا حتى يكون أسداً حقيقياً. أصبحت رغم طولي أقصر أخوتي ولا بأس في هذا الأمر الآن لدي حجج كثيرة لرفض إحضار كل ما يتطلب رفع قدمي عن الأرض. الذي يعنيني في كل هذا أني لا زلت أذكره وعمره يوم كأنه أمس فمتى مضت كل هذه الأيام بهذا الشكل وهذا أمر هام وفقاً لسببٍ ما لا يسهل شرحه!
أستمع الآن وأنا أكتب هذه التدوينة إلى هذا المقطع من عائلة سبعة نجوم . وكالمعتاد لا أعلم لماذا لا زلت أتفاجئ من خوارزمية اليوتيوب. البهجة والفرح والسعادة التي تغمر هذا المقطع تذكرني بالعديد من ذكريات طفولتي.. الأغاني التي كان يغنيها لي أبي ويضيف اسمي بها.. الجمعات المستمرة مع بنات أعمامي والغناء الذي لا يوجد فيه أي تناغم أو غناء أغنية كاملة أو آلات موسيقية بل أصوات نشاز وطقطقة قدور وصحون وقهوة وحلا وظلام مخطط ما نشوف من ظلامه بعض والكثير من السعادة والضحك وهذا أمر هام وفقاً لسببٍ ما لا يسهل شرحه!