
تنهزم، فتخسر ثم تبدأ بالبكاء على الهزيمة أكثر من الخسارة أحياناً، تسأل نفسك باستمرار من شدة الضجر والحنق: كيف أُهزم؟ لماذا هُزمت؟ هل يعقل أن أُهزم؟ تسيطر عليك فكرة الهزيمة، يسيطر عليك الأمر أو الشخص الذي هزمك أكثر من الأمر الذي هُزمت به!
ماذا عن الأمر الذي فقدته؟ أمنيتك التي تفكر بها كل يوم قبل أن تنام، حلمك الذي ربيته وكبرته طوال هذه السنين وكَبُرَ معك، كيف تنساه وتستجيب لاستفزاز من هزمك!
هل أنت بهذه السطحية والسخافة؟ هل أصابتك النرجسية أو أنك نرجسي منذ زمنٍ ولم أنتبه؟ ماذا عني أنا؟ أمنيتك، حلمك، رغبتك التي لازمتك في أوقاتك السيئة والجيدة، عاركنا الحياة سوياً وتركتني لأجل هذا الغرور والأنا. لم تجد وقتاً لتحزن على خسارتي، البكاء علي أمرٌ لا يهم مثل أهمية لكمك للفائز على وجهه، حتى أنك لم تلكمه لأجلي بل لأنه لمس موطن ضعفك وأظهره.
أعتقد أنني أمنت بك أكثر منك، وجدتك لائقا لأتجسد كحقيقة معك ولم تجدني لائقة بك. ستهدأ فورة غضبك في وقتٍ ما، ستدرك مدى هذه الخسارة، ستبدأ باللوم والنحيب والبكاء، ستحاول أن تحققني مرة وثانية وعشرة.. ولن أتحقق لك!
فقدت أنانيتك الآن.. انكسر غرورك، جيد. أبدأ بالبحث عن حلم جديد، تخيله حقيقة كل يوم قبل أن تخلد الى النوم، رافق هذا الحلم واعتن به جيداً. أخبره أنك تدرك أهميته وأنك تعلمت معنى الخسارة بقسوة.
أضمن لك الآن أنك ستصل إلى مرادك، أراه متجسداً فيك، يحيا باهتمامك ومحبتك وأشعر بالرضا لأني منعت خيبة أملي من أن تصيب حُلماً آخر.