الهلال والعيد والمطر .. 🌙🎉☔️

في الوقت الذي كانت تضجّ به وسائل التواصل الاجتماعي بالجدال حول رؤية الهلال.. كنت أشعر بالسعادة وليس لجدالهم بالطبع! بل لأني سأرى هلاليّ على أناملي، لأني سأستطيع أن أرتدي خاتم هلالي المرصّع باللؤلؤ، وخاتم قمري الذي يحتضن الشمس دون أن يسقطا من أصابعي! ففي عيد الفطر الماضي كانت كل خواتمي تسقط من أناملي الجميلة دون أن أشعر بها. لحسن حظّي أنّ من حولي ثقات ذوو أمانة عالية، فكانوا ينبهوني عليها حين تسقط أو يلتقطونها في الأماكن التي جلست بها ويعيدونها لي.. فالحمد لله الذي أحياني وردّ عليّ صحتي وعافيتي لأتنعم بلبسها والتزيّن بها.. وهذه نعم بسيطة لا نلاحظها ولا نشكر الله عليها فالحمد لله دائماً وأبداً.

ما أجمل هطول المطر في كل لحظة.. وما أجمله حين يرافق لحظات الفرح والسعادة.. وما أجمله حين يرافق صلاة الفجر والعيد هذه المرّة! هل تعرف ماذا يعني أن تخرج في شوارع المدينة المنورة صباح يوم العيد، والسماء ملبّدة بالغيوم الممطرة، والجبال الشاهقة من حولك مبتلّة وتسيل منها المياه لتحيي صخورها وكأنها تُعايدها بشكلٍ ما؟؟ بالطبع لن تعرف إذا لم تعش هذه اللحظة. فلا توجد أي كلمة تنجح في وصف هذا المشاعر أبداً لا توجد. لكن لحسن حظك أني وثّقته، وبإمكانك مشاركتي مشاهدة هذا المنظر البديع! وكل عيد ممطر يذكرني بالكثير من أعياد طفولتي المنعشة والدافئة رغم برودة الطقس حينها. في اللحظة التي قلت بصوت عالي بالسيارة: “يا ريت أقدر أطلع تحت المطر الحين” مر بجانبنا شخصان يركبان دبّاب، الأول مركّز على قيادته في هذا الجو.. والآخر يضع يده على شماغه يثبته حتى لا يطير والأخرى يمدها ليلعب بالمطر! فابتسمت كما لو أنّي حققت أمنيتي من خلالهما!

وكعادة كل عيد.. الوقت الذي تمضيه في صنع الفرح لمن تحب، يمضيه من تحب في صنع الفرح لك! وبعيداً عن صناعة الفرح بالأعياد.. ومن الأشخاص اللذين صنعوا لي الفرح هذه المرة هما شاروخان ومدهوري اللذان أحيا أغنيتي المفضلة لهما تحت المطر، برقصة جديدة بعد ثمانية وعشرين سنة من الرقصة الأولى! لم أشاهد فيلم أوم شانتي أوم كعادتي في كل عيد.. بل شاهدت حفل IIFA 2025 عوضاً عنه.. ولا أعلم كم مرة أعدت هذه الدقيقتين من (1:42:00 – 1:44:30) لكن شكراً لكما لأنكما وفيتما بوعدِ قديم قطعتموه لبعضكما كنا ننتظره بفارغ الصبر! نظرات سيّدة الساري الذهبي ريكا، لهما المليئة بالحب أثناء رقصهما تشبهني تماماً! لم يكن ينقصهما على ذلك المسرح سوا الفتاة التي حين تبتسم تمطر السماء.. والفتى الذي حين يغني تتجمع الغيوم في تلك السماء. وإن أصبح عمري مئة عام.. سترقص روحي وقلبي وعيناي على هذه الأغنية للأبد!

كنت سأتوقف عن الحديث عنها عند الجملة السابقة، لكن عدت وشاهدتها للمرة الألف وسالت الكلمات الآتية: السحر في هذه الأغنية ليس في الرقص، بل بالتناغم بين الرقص والموسيقى والكلمات وإخراج ياش راج الحيّ والمليء بالحب! وبالطبع تمثيل المذهلان شاروخان ومدهوري، الذي اعتبر تمثيلهما للفيلم في كفة، وهذه الأغنية في كفة ثانية…! مدهوري سيدة التعبيرات التي لا ولن يغلبها أحد بها، ترقص بخفة ونعومة وأنوثة وذكاء وابتسامة لم يغيّر الزمن من عذوبتها على الإطلاق! وشاروخان ملك الجاذبية والكاريزما الطبيعية، يرقص بإحساس وخفة وعذوبة وشقاوة لم يُنقص منها الزمن شيء! عيني عليكم باردة ويارب تتكرر هالثنائية على المسرح دائماً. وبمناسبة البرد والمطر.. المجنون الذي صمم كامل الأداء ووضع لوحة الليل والبرد والمطر بعد الشمس والدفء والنار.. يا إلهى كم أنت ذكي ومبدع في اختيار تصميم يلبس الأغنية لبساً لا يعبّر عنها فحسب.. فشكراً لك كذلك.

وجدت في ليلة العيد أمراً كنت أبحث عنه كثيراً وأبهجني وجوده وأدخل السرور لقلبي وأضحكني جداً، لأنه كان أمامي لأكثر من شهر ولم أراه إلّا في تلك اللحظة! إلى حدّ أني كنت أبحث كثيراً وحين وجدته بالصدفة البحتة قلت بعد الضحك: “يا ليتني طلبت الجنّة!” ربما سأتحدث عن الأمر يوماً ما.. لكن سأكتفي الآن بتوثيقه هكذا.

إلى جانب أكواب القهوة الكثيرة، والشوكولاتة سأمضي إجازة العيد بصحبة ثلاثة كتب ادّخرت قراءتها لهذا الوقت. سأشارك قراءتها على قناتي في التليقرام وربما أبث بها بشكل مفاجئ كما فعلت في ليلة العيد، أو أسجل المقاطع التي تعجبني من الكتب فكونوا بالقرب. الكتاب الأول هو (يتذكّر مثل صندوقٍ أسود) لضيف فهد، وهو كتاب يحتوي على نصوص قصيرة وشذرات وبحثت عنه كثيراً إلى أن ابتعته. الكتاب الثاني هو مجموعة قصصية مذهلة من غلافها وعنوانها وقصتها الأولى التي جعلتني أغلق الكتاب فوراً، وأقول ليس الآن.. هذا يناسب العيد وهي مجموعة قصصية بعنوان (سترة نجاة لبحّار لم تغرق سفينته) للكاتب السعودي محمد المطرفي. والكتاب الثالث هو رواية الفرسان الثلاثة لالكسندر دوما بترجمة سعيد بوكرامي، وهذه رواية أؤجل قراءتها منذ أعوام رغم أني أعرف القصة المختصرة لهؤلاء الفرسان لأسبابٍ كثيرة. فهذه القصة من الكلاسيكيات التي استخدمت في الأنمى والرسوم المتحركة المدبلجة والمترجمة كثيراً. وأخر مرة صادفتها كانت أثناء مشاهدتي للمسلسل التركي (الحفرة)، حين وصف إدريس نفسه وصاحبيه مشجعاً لهم، أثناء معركة رصاص متطاير كعادة هذا المسلسل.. لا تنسوا نحن الفرسان الثلاثة! إذا أعجبتني هذه الكتب ربما سأفرد لها مراجعة.. لا أعد بالأمر.

في النهاية.. عيدكم مبارك! وأرجو أن تدوم أعيادكم ومن تحبون بكل خير وصحة وعافية

🎉♥️


اكتشاف المزيد من عائشة على القمر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

ردان على “الهلال والعيد والمطر .. 🌙🎉☔️”

  1. صورة أفاتار baa7r

    ما أجملها من تدوينة عيد! عيدك مبارك عائشة ✨🎈

    Liked by 1 person

    1. صورة أفاتار Aeshah
      Aeshah

      أهلاً يا بحر!
      علينا وعليك يارب 🎊🍬
      شكراً لك🪻✨

      Liked by 1 person

اترك رداً على baa7r إلغاء الرد

اكتشاف المزيد من عائشة على القمر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على تنبيه بكل تدوينة جديدة فور نشرها على بريدك!

مواصلة القراءة