نها..
هذه الكلمة التي عرفتها لأول مرة في دروس التفاضل والتكامل، وكان حينها أول سؤال يعبر في عقلي لماذا نَهَا وليس نُها؟ وكان هذا أول سؤال أسأله لمعلمة الرياضيات التي فرحت حين رفعت يدي لأسألها، قبل أن يتبخر حماسها بعد سماع السؤال وقالت لي: “هو اختصار لكلمة نهاية”. هذه الكلمة هي التي بقت في ذاكرتي من كل تلك الدروس، لأن كل تركيزي حينها كان يُصبّ على الثلاثة أحرف.. إلى أن رَسَمَتْ في أحد الأيام ∞ وقالت: “إلى ما لا نهاية” بابتسامة وكأنها تُشهدنا في تلك اللحظة على عبقريّةٍ ما! وكل ما كان يعنيني حينها أنّني أخيراً عرفت أنّ ما كنت أرسمه حين أصاب بالملل إلى أن تنتهي الورقة.. له اسم!
إلى ما لا نهاية..
هذا هو اسم هذه الدائرتين بعد أن تندمج ويصبح لها مركزاً واحداً وشكلاً جديداً.. حين كانت واحدة كان لا يُعرف من أين بدأت ومن أين انتهت؟ وحين اندمجت أصبحت أبديّة.. إلى مالا نهاية!
أؤمن بظهور ما أنت بأمسّ الحاجة إليه في الوقت الذي تحتاجه فعلاً.. لا قبل ولا بعد، دائماً في الوقت المناسب. كان في القلبِ غصّة، وفي الروحِ قيدْ، وفي العقلِ لوثة؛ ذابت، وتحررت، وتبخرّت. كنارٍ أحرقت كل الركام، كماءٍ غسل كل التراب، كٍنور أزال كل الظلام، كعلمٍ محى كل الجهل، كصدقٍ نسف كل الكذب، كخيرٍ انتصر على كل الشر.
سرمديّ..
لا بداية له ولا نهاية.. ظلامٌ سواده حالكٌ لا ينتهي، نورٌ لا يمكنك تحديد مصدره، نهرٌ لا ينضب، أرضٌ لا تبور، إحساسٌ لا يُخطئ، حُلمٌ لا يُفسّر.. مثل تشرين لا تعرفه مهما عرفته. لا شيء جديد.. عُدت لما أنا عليه، وضوحٌ يُربِك، ثقلٌ رُغم الخِفّة، أمشي بثباتٍ دون ترنّحٍ أو تأرجحْ، أقِفُ على خطٍ لا أعرف وجهته النهائية.. وكل ما أراه على الطريق يقول لي إلى الأمام.. إلى ما لا نهاية.
سأتواجد الفترة القادمة في قناتي على التليجرام والتي أسميتها إلى ما لا نهاية بضغطكم على الجملة السابقة ستقفزون معي إلى أحد الثقوب السوداء!
سأشارك بها أشيائي المفضلة وما يعجبني وما أتأمله بطريقةٍ غير معتادة.. بطريقة عِشتْ ووجدت نفسي بها في كل ما له وليس له روح. لن يفوتكم شيء، أو ربما سيفوتكم لا أعلم حقاً. هي زاوية أخرى تُغيّر بها عائشة وِجهة مِجهرها المستقّر على القمر، من الأرضِ نحو ظلام الكون السرمدي الأبدي.. في تحليق بعيد عن جاذبيّة الأرض!
عائشة على القمر 
اترك رداً على إلى ما لا نهاية.. أحبك ♾️🖤 – عائشة على القمر إلغاء الرد