
أقفُ على حافةِ الأرق، المكانُ مظلم، شديدُ الحُلكة، باردٌ بما يكفي لتُغمضَ عينيكَ وتسافر لعالمِ آخر، لكنّك تبقى في مكانك، يستعصي عليك الانتقال بعد محاولاتٍ عديدة لالتقاء النوم، جميعها باء بالفشل، استسلمت جفوني للنظر في السقف المظلم. هل يفقد الجدار لونه بسبب الظلام؟ لماذا يستمر لونه بالتموج بين الأخضر والبنفسجي؟ أو أن كل هذا التغيير يحدث بسبب عيوبٍ بصريّة تساهم حلكة المكان في إبرازها.
كأنه شفقٌ قُطبيّ، يأسر بجمال ألوانه الناظرين إليه وأرى أنا فيه مجالاً يفتحُ نحو بعدٍ آخر! أقرر وضع الحقائق العلمية جانباً وأتجاهل جميع ذرات الغبار والعوالق التي تكوّن هذا اللون. يمكنني الآن أن أحدّق في الظلام إلى أن أقتحم هذا الشفق، فبوابة هذا البُعد في ظلامي. ماذا سأحزم معي من أمتعة؟ ما الذي أحتاجه هناك؟ ماذا يوجد هناك لأعرف ما احتاج؟ سأذهب كما أنا، سأجد ما أحتاجه هناك، لن أخلط الأبعاد ببعضها. حين هممتُ بالذهاب.. أُغلقتْ عيناي وتلاشى الشفق.
تمّتْ


اترك رداً على حزيران .. حزين وحران – عائشة على القمر إلغاء الرد