التصنيفات
غير مصنف

كائن تطارده أحلامه

قلِقٌ، وخائفٌ، وضجِرٌ، ومحبط ٌ، وحزينْ.. والمزيد من المشاعر التي لا أعرف كيف أصفها. وسماع صوتكِ يشعرني بالثبات والتماسك.. أو أنّه لأجلكِ سأثبت وأتماسك وأبقى. لم ينطق بكل هذا لكنّ صوته نطق بها. سألت وحاولت أن أعرف السبب وراء هذا الحزن وجاء الرد محملاً بمحاولة فاشلة لشخص حزين يحاول أن يخفي بها ما يؤلمه وقال: لا شيء مهم، كنت أريد أن أسلّم عليك فقط. لم تفتني خيبة أمله وكأنه قرر أن يتجاهل ما أزعجه بالأمس وألا يخبرني به لأنه لا جدوى من أن يحمله معه ولمن حوله ليوم جديد. أعرف جيّداً ما الذي أزعجك لم يخبرني أحد، نعم.. لهذا الحد أعرفك.

اعتاد على المراوغة، يربكه الوضوح، يظن أنه بحاجة مستمرة للف والدوران على الرغم أنه يعلم جيداً أنّ الصدق منجاة. كم أودّ معرفة سبب خوفه هذا وكيف تغلغل في روحه.. ليس الآن لكن سيحدث قريباً.

يحدث أن يُطمئنك من يحتاج للطمأنينة، أن يُشعرك بالأمان من يمتلئ بالخوف. وكأنه بهذا الفعل يقول: أنظر إليّ.. فأنا لم أدّخر الجزء القليل على الرغم أنّي بأمسّ حاجته.. إنه لا يكفيني لكن حتماً سينفعك. ما الذي يدفع هؤلاء الأشخاص لهذا التصرّف؟ هل هو اليقين أنّه بهذا العطاء والإيثار سيرسل لهم الله أمان وطمأنينة أكثر.. فليسبغ عليّ وعليهم وعلى الجميع بالمزيد من السلام والطمأنينة والأمان وراحة البال.

********

منهكة ومتعبة ومرهقة، جسدياً وذهنياً وفكرياً، وكأن هذا كله لا يكفي لتكتمل الحفلة بتواجد الذباب الذي يدور حولي كأني مركزاً لكونه، والبعوض الذي يترك الجميع ليقرصني! لا بأس بالذباب لدي العديد من الخدع البيولوجية التي تنقذني منه وتبعده عن مجالي، لكن البعوض الذي يشخصنها معي لماذا كل هذه الأذيّة؟ ماذا فعلت لك؟ دعني وشأني. ظهرت العديد من الدراسات التي تربط بين فصائل الدم وانجذاب البعوض لحامليها بسبب فرمونات الجسم التي تجذبها. كل هذه الدراسات متحيزة ومليئة بالتكهنات والاستنتاجات غير الصحيحة والحقيقة أنه لا يوجد أي رابط بين شخصنة البعوض واستهدافهم لفصيلة محددة لكن أحب أن أخذ وأصدق هذه الدراسات لأنها تواسيني وتطبطب على قلبي مع كل قرصة. ربما خلايا الدم لديها لغات خاصة تتواصل بها مع الكائنات الحية وتعزمهم على وجبة غنية بالهيموجلوبين! يا لهذه الفصيلة الكريمة لم تكتف بمنح دمها لبقية الفصائل، بل أيضاً لديها مشكلة وصعوبة في قول كلمة لا.. ولذلك أنا الآن أعاني!

********

حين فازت قطر بتنظيم مونديال 2022، وضعت قائمة طويلة من الأحلام التي أود تحقيقها قبل المونديال وسأتوج تحقيقها بحضوري لمباريات البطولة. لم أحقق أي من الأحلام التي وددت تحقيقها حينها والجميل أني لا أشعر اليوم أن هذه الأحلام تخصني. وبالطبع أنا الآن لست في الدوحة ولا أظن أني سأحضر أي مباراة في البطولة لأني منهمكة في التجارب المعملية من رأسي إلى قدمي.. لكن من يعلم ربما تحدث معجزة.

لم أتحدث مسبقاً عن كرة القدم أو الرياضة لكن سأخبركم بعض الأسرار الكروية عني: من يعرفني شخصياً يعرف أنه بسبب كرة القدم أمتلك اسماً مستعاراً لا زال يرافقني لليوم ويا إلهي كم أحبه وأحب حكايته وكم أحب أن هذه المناسبة ذكّرت الكثير به ليعودوا لمناداتي به. لا أحب متابعة وتشجيع فريقي المفضل أمام الغرباء أو أمام من لا أعرفهم جيداً! كل هالة الثبات والهدوء تصبح مهددة وفي خطر وذلك لأن ردود فعلي غير متوقعة قد تضحكني هزيمة فريقي حين تتضح ليالي العيد من عصاريها أو تزعجني إذا فعلنا كل ما بوسعنا ولم نستطع الفوز.. تأكد أنك تعني لي الكثير إذا شجعت فريقي أمامك وتعني لي أكثر لو لم تكن تشجعه معي. فعلت الكثير حتى لا تفوتني أي مباراة، وفوّت الكثير من الأحداث والمناسبات لأجلها.. ولم أندم. يوجد لديّ الكثير من الأسرار لكن اكتفي بما ذكرت. وبما أنه مونديال الحالمون وأشعر كل يوم أني أعيش في حلم.. تبقى حلم أخير من القائمة ولدي فضول شديد لمعرفة ما إذا سيتحقق أم لا؟ هل سيحدث قبل 18 ديسمبر؟ إن كان خيراً فليكن.

********

في مثل هذا اليوم قبل سنوات طويلة لا أرغب بعدّها، مات جزء مني وحيا آخر. أذكر الكثير وكأنه كان بالأمس، أعيش اليوم وفقاً لقرار اتخذته في ذلك اليوم وأنا في قمة الجمود واللامبالاة وعدم الاكتراث. أذكر جيداً أني أخذت شهيقاً طويلاً وزفرت ثم قلت انتهى الآن كل شيء، ونمت كأنه لم يحدث شيء. في كل مرة أصاب بهذه الحالة واتخذ وفقها قرار ما، أعلم جيداً أنه في صالحي، حتى لو يكن واضحاً في حينه.. وكأنها هذه هي طريقتي في الحسم. الغريب أنه في كل عام يحدث أمر ما في نفس التاريخ فأصاب بنفس الجمود مرة أخرى، مما جعلني أقرر ألا استخدم التاريخ الهجري وأركز على الميلادي ربما يتغير الأمر لكن لم يتغير شيء! لم أتذكر التاريخ إلّا حين بحثت عن موعد مباراة نهائي المونديال فانتبهت للأمر! نعم إلى هذا الحد حييت دون أن ألتفت للوراء.. انتهى اليوم، يا لحسن الحظ لقد كسرت العجلة.

********

هل تذكرون السيدة التي أخبرتني أني نزلت لها من السماء؟ بشرتني بالأمس بإنجاز لها ولشدة فرحي الشديد بها، شعرت أن هذا الإنجاز لي أنا أيضاً، قلبي يرقص من الفرح. أحببت أنها شاركتني هذا الخبر ولم تبخل عليّ بمعرفة نتيجة ذلك العمل وأن ما فعلناه لم يؤثر ويغيّر بها فحسب، بل أنه أثمر معها ورأت نتائجه بنفسها ولأن الفرح والسعادة تتضاعف بالمشاركة أخبركم بالأمر.

********

يخبرني أبي أنه بالأمس رأى أن شمس أنجبت خمس جراء.. أربعة منهم لونهم أسود والخامس أبيض وعليه سيسافر ليتأكد من الأمر، فسألني هل يمكن أن يحدث هذا؟ وقبل أن أجيبه أجابت أمي: ممكن طفرة جينية.. هي شمس حامل الآن؟ كم أحب أن من حولي متأثرون بتخصصي جداً ويعلمون ماذا سأجيب قبل أن أتحدث وأنهم مهتمون بالطبيعة والحيوانات أكثر مني.. أجزم أن هذا أثراً ناعماً أتركه على من أعرف. كان أبي يطرد والدة شمس باستمرار فهو لا يفضل تربية الكلاب ومغرم بالقطط.. إلى أن فهمت سعيدة (أم شمس) أنّ عليها أن تبقى في مكانها تحرس دون أن تلتصق به ومع الوقت انتبه انها حامل فأصبح يعتني بها من بعيد وكنوع من الوفاء ورد الجميل أصبحت هي وأبنائها يحرسون المكان فأسماها سعيدة. العام الماضي ابنتها شمس أنجبت للمرة الأولى والآن ننتظرها تلد للمرة الثانية. أملك فضول كبير حول الأسماء التي سيسمي بها الدفعة الثانية من الجيل الثالث. منذ عام وأنا ألمّح له أني أريد تربية أحدهم في البيت.. أظن أنه بدأ يلين ويقتنع بالأمر. لدي اسم جاهز له سأرى إلى أي منهم قلبي سيميل.. الأكيد أنه سيكون للأشجع والأقوى وأكثرهم خفة روح ووفاء وحنان بينهم ليصبح اسماً على مسمى.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s