تبقى راسخاً في مكانك، لا تتحرك. ليس لأنك لا تقوى على الحراك، بل لأنك تقنع نفسك بكذبة أنك تقف في مكانك المناسب. وأيَّ تغيير يطرأ على سكونك سيهدم ما حولك، أنتَ رمّانة الميزان التي باختلالها يترنّح العالم المتأرجح.
القوة التي تُظهرها تُثقِل كاهلك أكثر، فتزدحم مساحاتك الشاغرة التي كنت تجد منها مرونتك. تصلِبُ قامتك لأن الإنحناء لا يليق بك. يتعلّقُ الرف بك متوسلاً ألّا تتركه وتذهب.. كأنّ خيار الرحيل ملكٌ لقدمك َالواحدة وترفض! يُحاول الجدار أن يطردك كل يومٍ ويفشل، مغروسٌ به بإتقان، حتى يسعدَ الرف بثباتك فيه وتتحمل أنت وزنه. بينما يبكي الجدار تشققاً على أمل أن يصلك ويسقط الرف، فتتحرر من حبسكَ وينتهي ألمه.
سقط الرف أخيراً.. تحققت أمنيتك وتحررت، قبل أن يُدقَّ مسماراً أخر في مكانٍ جديد لأنك لم تعد صلب بما يكفي؛ والرف يحتاج الثبات.. والجدار لا زال يبكي ويتألم.



اترك رداً على Aeshah إلغاء الرد