مضى عامين ونيف على إدراكي لحقيقة انزلاقي في هذا الشعور الأزلي، الذي بدأ مع نبوءة انتظرتها لزمنٍ طويل. لا أذكر متى ابتدأت لكن أذكر أنني كنت أرتقب، إلى ما لا نهاية.. أرتقب.
في مثل هذا اليوم، ولأنني توقفت عن الانتظار فور إدراكي، انتقلت إلى حلقة أخرى نحو الما لا نهاية، طالما أنها ستصُب في الختام داخل نفس السواد السرمديّ .. لماذا أقف انتظر حدوث المعجزة بينما بإمكاني أن أمضي نحوها؟
هذا الركون ليس لي، لا يصلح لي، معاكسٌ لفطرتي التي تتجه نحو الضوء للنمو وللظلام حين تستريح.
كنت أصنع معجزاتي قبل أن أبدأ بالارتقاب، واستسلم له. كل ما حصلتُ عليه في هذه الحياة، سعيتُ إليه ولم ينهمر عليّ لأني ثابتة في مكاني.
حتى المطر أغاثني الله به وأنا أتحرك، وحين أتوقف لأرقب سقوط قطراته على جلدي، تتشتت الغيمة فوق رأسي.
تشرين العذب، تشرين الدافئ رغم كل شيء، تشرين الصديق الذي لا يترك يدي، تشرين الذي تفجرت به عيون كلماتي لأول مرة وعيوني أيضاً من الدمع. تشرين بك أنجبتني الحياة مرات عديدة، اعتدت على عتمتك اللانهائية الحالكة، بها وبك ودّعت خوفي إلى الأبد. عالمي الممتد بدأ منك، يقول معين: “إنك غدار” لا أظنه يعلم أنك وفيّ إلى حد غدرك بنفسك!
أمضي الآن في عتمة أول لياليك وأنا أحدّق بهذه الظلمة الدامسة، أشعر بالأرض وهي تطوى تحت خطواتي عليها. أستمع إلى موسيقى الفصول الأربعة وأذنيّ ترخي سمعها للخريف، وأفكر بشعر ليلى النحاسي الغجري.. كم سيبدو هذا اللون رائعاً على شعري! تعبر في أذني الآن إحدى النغمات التي أحيت بي حلم العزف على الكمان مجدداً.. هذا الحنين هو ما أشعر به في كل لحظاتك المجيدة.
هذه اليقظة التي تسهم بها لياليك المظلمة الدافئة رغم بردها، أحبها. وأحبك.
في الذكرى الثانية لميلاد الما لا نهاية ♾️🖤🌌



أضف تعليق