لأسبابٍ كثيرة خارجة عن إرادتي، لم أكن أنوي قضاء أول أيام شهر رمضان المبارك مع عائلتي. لكن أخبرتني أمي أن هنالك ضيوف سيزورونها مساء يوم الخميس، فحجزت وسافرت فوراً لأني لم أراهم منذ مدة طويلة، وفرصة جيدة أن أراهم قبل العيد.
تفاجأت بتغيّر شقيقي عن أخر مرة رأيته بها، فبحثت في ألبومات الصور؛ إلى أن وجدت صورة لي معه حين كانت لنا نفس الخدود، وكنّا في نفس الطول! فاستمر تصفح الصور إلى أن وجدت هذه الصور لي، فقررت أن أرسلها لأبي وجدتي اللذين لم أخبرهم بمجيئي مع تهنئة رمضان، إضافة لبقية العائلة. غمروني برسائلهم الدافئة المحبة وتعليقاتهم المضحكة، قبل أن أداهمهم وأفتح الباب لأسلّم عليهم ويغمروني بأحضانهم وقلوبهم.

في كل مرة أرسل بها صورة من صور طفولتي لأبي، يفاجئني بحكاية جديدة عنّي، أسمعها لأول مرة. أكتب هذه الكلمات الآن وعينيّ مغرورقة بالدموع أكثر من هذا الإيموجي🥹
هذه المرة عرفت لماذا طوال حياتي كان أبي يقول لي: “ما يغلى عليك شي، الغالي يرخص لك” والكثير من الجمل المماثلة. عرفت لماذا لم يكن المال هاجساً لي أو كفكرة أولى تنبثق من رأسي جواباً على سؤال ماذا سأكسب حيال أي شيء؟ أو دافعاً لفعل أي شيء. أعرف اليوم لماذا قلبي غني وعينيّ ممتلئة ويديّ خضراء وروحي حيّة.

هذا الحب والدفء الذي أشعر به يغلّف روحي وقلبي، هو أغلى ما أملك. أمّا أمي .. فلا أعلم كيف أشكرها وأوفيها حقها على كل صورة التقطتها لي، هي لم تصورني فحسب، بل حفظت أغلب لحظات حياتي كما لو أنها صورة ملتقطة بالذاكرة. تُحيي لي بها حكاياتي التي لا أعلمها ولا أذكرها من حيث لا أدري، في كل مرة أُنعش بها هذه الصور وأزيل ذرات الغبار عنها.
رمضان مبارك عليكم وكل عام وأنتم بخير 🌙✨



أضف تعليق