
في كل مرة أفقد بها شخص مُحبْ وطيب، ويكون له حضور كثيف في طفولتي على وجه التحديد، أشعر به يحيا مجدداً بداخلي وكأنه لم يُفقد.
ويكون موته سبب في استعادتي لإحساس الحب النقي والشعور بالحياة.
ليس لأني أتذكر في تلك اللحظة أنّني على قيد الحياة، بل الأمر أشبه بعودة المشاعر والحب الصادق الذي غمروني به لينقذونني بشكلٍ ما من كل تلوّث أصاب روحي وجسدي.
وكأن هذه هي وصيتهم لي: “الطفلة المحبة المدهشة كبيرة القلب وخفيفة الروح فيك لا تنسينها ولا تفقدينها.”
ربما روحي الصافية النقية في ذلك الوقت، أبصرت جوهر أرواحهم وأعطتهم سبباً وفسحةً في هذه الحياة، فكانوا يهربون معي من ثقلها وزحمتها. وربما برحيلهم يعيدون لي شعور الحب الذي أنقذهم لأجل أن ينقذني اليوم من مكان آخر ومن حياة أخرى.
ليس لأنهم من دمي أشعر بهم، بل لأن الصدق والحب الذي غُمرت به تغلغل في كل خلاياي.. لهذا أشعر بهم تحت دمي. وكأن أخر كلماتهم لي: “عيشي الحياة بحب يا عائشة.. وبقية الوصيّة سر بيننا” 🤍
رغم هذا الحزن الذي تجدد اليوم بفقدٍ جديد، إلّا أنني سأتذكركم دائماً بإنكم من كنتم تفتحون لي قلوبكم قبل أذرعتكم حين تحتضنونني..
اللهم أرحمهم وأغفر لهم وأسكنهم فسيح جناتك وجميع موتى المسلمين ..


أضف تعليق