الكرسيّ .. أمام آلة الشوكولاتة! 🍫🎮

اليوم جلست على الكرسي المقابل لهذه الآلة، في انتظار أحد المستشفيات. أطلت النظر إليها وتأملتها كثيراً، الصور على الشاشة ذكرتني بلعبة M&Ms في بلايستيشن ٢ أو ٣ لا أذكر إصدار الجهاز ..

هذه الدقائق أعادتني لسنوات بعيدة، إلى هذه اللعبة التي كنت أحب واستمتع بلعبها. كانت اللعبة تقوم على جمع حبيبات الشوكولاتة الصغيرة، مع وجود صعوبات في كل مستوى مثل الحفر والنيران والكهرباء أو الاصطدام ببعض الأشياء..

كنت إذا أمسكت بيد البلايستيشن تلتصق بي، حتى وإن انتهت (الموتات) أعيد اللعب من جديد، لكن الاستسلام لم يكن خياراً لي أبداً. 

لا استسلم للعبة ولا لصراخ وعويل شقيقي وهو يشتكيني لأبي: “خلّص وقتها المحدد، دوري الحين” كان أبي يتغاضى عن تجاوزي لوقتي المحدد لأنه يعرف أني لن ألقي بالاً للعب لمدة تصل لأشهر؛ وحين أعود للعب مجدداً.. أخذ وقتي في اللعب بأثر رجعي مثل مدمنٍ حنث بقسمه، ألعب إلى أخر رمق. مضت سنوات منذ أخر مرة لعبت بها، علّمني مضيّها كيف أحافظ على قسمي.

اكتشفت مؤخراً أنّ مواليد الألفيّة يسمون محاولات اللعب هذه (حياة). يقولون: خلصت حيواتي، أجمّع حياة! ويوجد فرق هائل بين من يلعب والموت يتربص به، ويطارده من خلفه وينجو منه، ويجمع فرص الموت المستقبلية وبين من يجمع الحيوات! الأول ناجي يعرف قيمة الحياة ولا يفرّط بها، والثاني زاهد بها، لا يفكّر ويقبل على الموت كجلمود صخرٍ حطّه السيل من علِ. 

ليس الموت والحياة من تغيّرا في هذه اللعبة، بل حتى اليد صارت يدّة! أعطيني يدتي! وهذه يدتك! وحين يأتي الموضوع عند التأنيث والتذكير؛ ينبغي أن أجلس في المرة القادمة أمام آلة طباعة القصص القصيرة لأجمع كل تناقضات الضمائر التي أسمعها.

المضحك أن الحلوى التي أحب تناولها من هذه الشركة، لم تتوفر بالآلة! وهذا يثبت تعافيّ منها بشكلٍ آخر.


اكتشاف المزيد من عائشة على القمر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

أضف تعليق

اكتشاف المزيد من عائشة على القمر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على تنبيه بكل تدوينة جديدة فور نشرها على بريدك!

مواصلة القراءة