23

الثالثة وثلاث دقائق صباحاً ..

الثالث والعشرين من أكتوبر من العام الثالث والعشرين بعد الألفين ..

يوم الإثنين.. اليوم الثالث في الأسبوع وإن كان إثنين.

أكتب بالحبر البنفسجي، أفكر ماذا سأقول.. وأفكّر أكثر بالجملة التالية قبل كتابة الأولى، أمشي قليلاً لأعود وأكمل هذا السرحان أمام الورق. لماذا البنفسجي عوضاً عن الأسود كما اعتدت؟ ربما جماله على الورق ما سينقذ العالم!

Gold Nocturne, Leonard Koscianski, 2004

أستمع إلى موسيقى من أنمي هجوم العمالقة، وأنا أفكر بعمالقة هذه الأرض.. وهم يشاهدون الإنسانية تباد في بث حيّ ومباشر! أفكر بلحظة استسلام ميكاسا للموت، اكتشافها لقسوة العالم وتلاشي رغبتها بالعيش.. إلى أن دبّت بها الحياة فقط لأجل أن تتذكر.. لأجل أن تقاوم النسيان. هل سيسقط النور وينعكس على حبات الرمّان أمام عينيّ ميكاسا هذه الأرض؟ هل توجد على هذه الأرض ميكاسا تعيش لتقاوم النسيان تنقذ روح الإنسان عليها؟

أقف على الحافة في كل شؤوني، لا أشعر بأي خطر، ولا أي خوف، ولا أي قلق، ولا أي شيء. أعيش حالة من الجمود مدركة أنّها مرحلة الهدوء الذي يسبق العاصفة. أنظر إلى أعماقها وأقفز داخلها دون تردد، دون أن يُمسكني حبل نجاة، دون أن ارتدي سترة إنقاذ، بشهيقٍ واحد لا أعرف إن كان سيتبعه زفير.

“إنه لا يعرف كيف يكسب.. لكنّه يعرف جيدّاً كيف يخسر!” هذا ما قالته النار عن رياح الشمال.. وأنا كذلك أعرف جيّداً ماذا تعني الخسارة وأعرف جيّداً كيف أخسر! أملك في روحي مقدرة العنقاء على الولادة من الركام، مقدرة نجم البحر على التجدد، مقدرة السرطان على قطع ذراعه التي تُلوى وهو مطمئناً للذراع التي ستنمو عوضاً عنها.

كنت أنتظر هذا الخريف منذ أكثر من نصف حياتي! ومثل كل حلم انتظرته متجاهلة لصوتي الداخلي المكذّب لما انتظرت.. أتجرّع الآن مرارة التصديق. أراقب سقوط هذه الورقة الخريفية وأنا مبتسمةً.. كيف وقعت بفخ هذا الحلم؟ ألهذا الحد كنت بائسة وأمسكتُ بقشّة ظننتها خشبة!

الشمعة التي أبقت الخشاش جانبها آمناً وأبت أن تكون ناراً.. اشتعلت.


اكتشاف المزيد من عائشة على القمر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

أضف تعليق

اكتشاف المزيد من عائشة على القمر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على تنبيه بكل تدوينة جديدة فور نشرها على بريدك!

مواصلة القراءة