مُتعبة، ومنهكة، ولا أقوى على تحمّل أي شيء، لأني لا أملك طاقة وكل ما أفعله يعزز بداخلي شعور التعب، وبالطبع لا أُظهر هذا التعب أبداً وأضعه تحت السجّاد وأصبح المشي فوقه صعباً. أرغب بالهرب من كل شيء، لكن إلى أين أهرب مني؟
منذ يومين تذكرت من العدم رسالة كنت قد كتبتها منذ زمنٍ بعيد.. كتبتها لنفسي قبل أن أكتبها للمرسل إليه. فتساءلت هل كتبتها في مثل هذا الوقت؟ لأن الأيام لها ذكرى قد تجتاحك وتؤرقك مطالبة بحقها من الرثاء. بحثت عنها وكان تاريخها في أواخر أكتوبر أي أنّ هذه الفترة لا تخصها! فمن أين كل هذا؟

قرأتها لأن عقلي لم يكن ليطلب مني أن أزيح الغبار عنها دون سبب.. يا إلهي! هل كان يحمل ذلك الكتف الصغير كل هذا؟ أين ذهبتِ؟ فأنا اليوم بأمسّ الحاجة لكِ. أعيش اليوم بعد أن حققت معظم ما حلمتِ به، كل ما كان يؤرقكِ انتهى، كل ما كان يؤلمكِ برأ، لكنِّ لا أشعر بأي شيء اليوم عدا الألم. لم تعد عيناي تضحك مع أني أحرص على الضحك كل يوم، حواجبي معقودة دون أي عقدة، صوتي يخذلني في أيام كثيرة فأضطر لسحب الكلمات من معدتي لأتحدث.. وهذا لا يعني أني فنترولكويست كم أود لو أجيد هذا الفن، لكن لثقل الكلام علي أشعر أن حبالي الصوتية تمتد لمعدتي لذلك تأخذ الكلمات وقتاً طويلاً في الوصول لحنجرتي.
“…لا يوجد لديّ ميزان أحسب به الأشخاص الذين يناسبون حالي أو يومي فأركن إليهم .. أهرب من الجميع إلى نفسي، لم يحدث أن هربت لأحدهم ولن يحدث أبداً..” هذا جزء من الرسالة، أظنّه هو الذي استدعاني؛ ليذكّرني أنّي لطالما كنت ملجأي الذي أسافر إليه. كم هو مضحك أن أكتب كل هذا وأنا أستمع إلى هذه الموسيقى وكأن الكون يريني خريطة الطريق للوصول إليّ.


أضف تعليق