عصيان

اليوم لاحظت أن الأشياء بدأت تتهاوى وتتحطم من حولي، وكأنها تبدي اعتراضها واحتجاجها على أمرٍ ما وتعلن رفض استبدالها بهذه الطريقة.  الأمر لا يعود إلى رغبتي باقتناء أدوات يومية جديدة، كل ما في الأمر أنني بدأت انتبه لمشاكلها ولا أرغب بإضاعة الوقت في انتظار إصلاحها لأن صبري نفد. فكرت أن أهمل استخدامها ربما تفتقدني وتعود للعمل بكفاءة أفضل تجنباً لخسارتي، لكن حتى هذه الخدعة لم تنجح. هي لا تساعدني في إبقائها والاحتفاظ بها، هي استغنت عني بإصرارها على الخراب غير المبرر.

حتى لو كانت جمادات لا يحق لها أن تتصرف بهذا اللؤم.. ماذا يعني أنّه في قمة انشغالي بالبحث عن ورقة في رف المكتب يقرر الدرج أن يسقط على قدمي! هذا ليس وقت مناسب للعتاب ساعدني بإيجاد ما أبحث عنه لا تشغلني بالألم الآن. في وقت لاحق سأرتبك وأمسح غبارك.. كل ما سأفعله بهذه اللحظة هو رميك نحو الجدار لتتحول المعركة بين جمادين وأنا أٌقفز على قدم واحدة في منتصف الغرفة غاضبة على الورقة التي لم أجدها وعلى قدمي وعلى الجدار الذي خدش لونه دون ذنب.

تكرر أمر مشابه منذ أسبوعين، توقفت سماعة الأذن اليسرى عن العمل بعد أن بدأت بالبحث عن سماعة سلكية تناسب الكمبيوتر. لماذا تغضبين؟ أنت ترفضين الاتصال، بل وتتسببين في انهيار نظام التشغيل كل مرة. يكفيك العمل على الجوال لماذا هذه الإساءة؟ حقاً لا أفهم.

هذا الإصرار على العصيان وإثارة غضبي بهذه الطريقة اللئيمة، أمر لا أقبله ولا أرضى به من البشر حتى أستسلم لتمرد هذه الجمادات. سأشتري راحة بالي دون أن أضطر لهذه المساومة المزعجة، يكفيني أن أعلم أنني لم أرتكب أي خطأ وفعلت كل ما بوسعي للحفاظ عليك.  أستطيع المضي الآن إلى جمادات أخرى دون تأنيب ضمير أو جلد للذات.


اكتشاف المزيد من عائشة على القمر

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

3 ردود على “عصيان”

  1. صورة أفاتار wala3abdelrahman
    wala3abdelrahman

    اتركي السمعة فترة بدون استخدام ثم عودي لاستخدامها ستصدمين لأنها ستعمل
    هكذا تفعل السماعات معي 🤣🤣

    Liked by 1 person

    1. صورة أفاتار Aeshah
      Aeshah

      هذا ما فعلته .. أرجو أن تفلح هذه الخدعة

      Liked by 1 person

      1. صورة أفاتار wala3abdelrahman
        wala3abdelrahman

        😁 بالتوفيق 💪

        Liked by 1 person

اترك رداً على Aeshah إلغاء الرد

اكتشاف المزيد من عائشة على القمر

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على تنبيه بكل تدوينة جديدة فور نشرها على بريدك!

مواصلة القراءة