التصنيفات
غير مصنف

إدارة الحياة

من أهم الأمور التي وضعتها في خطتي السنوية وسأبذل قصارى جهدي لمتابعتها وموازنتها هي خطتي لإدارة أولوياتي، بعد أن لاحظت أنني أضعت الطريق بعض الشيء في العام الماضي لأسباب مختلفة. جزء كبير منها منطقي كوني أمرّ بمرحلة انتقالية تحتاج وقت للتأقلم والتكيّف، والجزء الآخر كان استسلام تام للآثار الجانبية لهذه المرحلة الانتقالية. المفترض أن يكون هنالك تقبل وتعايش وليس هرب ومقاومة وتخوّف من الجديد، ممّا أثّر على حياتي بشكل لم أعتده. لا بأس بهذا فهي تجربة جديدة لا أملك خبرة مسبقة عنها وبحسب ما بحثت وقرأت اعتبر أنني أحسنت التصرف إلى حدٍ كبير.. واساني الأمر بعض الشيء لكن ليس على معياري ومقياسي الشخصي الذي يعرف جيداً أنّه كان بالإمكان أفضل ممّا كان. ولأني توقفت عن تأنيب نفسي وجلدها منذ مدة طويلة؛ شربت نعناع وجلست مع نفسي وسألتها: كيف سنحسّن من الأمر؟ وسأشارككم بعض من الحلول التي وجدتها مناسبة لي وبدأت بتطبيق بعضها.

أولاً: وضع جدول تفصيلي لمهام الأسبوع.

الغرض من هذا الجدول هو معرفة ما الذي سأعمل عليه طوال الأسبوع وتحديد وقت نهائي لإنجازه والانتهاء منه دون أن أضع مهام بوقت فضفاض. هذا الأمر لنفسي لم يجبرني عليه أحد لأن الوقت ثمين وكلّ ثانية تمضي منه هي قيّمة. سأحاول أن أعيش اللحظة وأركز على ما أفعل دون أن أشغل ذهني وأفكر ماذا لدي غداً أو ماذا سأفعل في نهاية الأسبوع. حين يأتي الغد سأفكر بمهامه وحين تأتي نهاية الأسبوع سأفكر بها حينها. تحديد وقت ثابت لمهام المنزل، تحديد وقت ثابت للراحة، تحديد وقت للمشي، تحديد وقت ثابت للعائلة وهكذا.. أفضل طريقة لإدارة الوقت هي إدارة حياتك ونفسك، خلق الروتين مهم وليس بالضرورة أن يكون الملل مصاحباً له.

ثانياً: ترتيب الأولويات بحسب أهميتها لي.

أعلم أنّ هذه الجملة تبدو بديهية حين قراءتها لكن تطبيقها ليس بالأمر السهل، خاصة إذا كنت بطبيعتك شخص معطاء تجد أنّه لا بأس بالتقصير إذا كان الأمر يتعلق بك وحدك، ولا يُقبل إذا كان الأمر مشترك مع أشخاص آخرين! حسناً هذا تصرف أحمق وأمر لن يتكرر! أدّى إلى تقصيري ببعض الأمور المهمة إلى حد أنني أتعامل مع عواقبها الآن. لذلك سأذكر نفسي بحقيقة أنّي مسؤولة عن وقتي وأنا وحدي من أحدد بماذا أصرفه وأقضيه، ولست مسؤولة عن سوء إدارة الآخرين لأوقاتهم فهذا لن يجعل مهامهم أولوية لديّ على أولوياتي. فإذا لم احترم وقتي لن يحترمه أحد.. لذلك سأحترمه وأبالغ باحترامه.

ثالثاً: العودة للكتابة في المفكرة اليومية.

توقفت منذ خمسة أشهر عن الكتابة اليومية في مفكرتي الخاصة، مع استمراري على الكتابة بشكل متقطع أسبوعياً. وبما إني جربت الكتابة اليومية وأثرها عليّ كان رائع للغاية! لا أعلم لماذا توقفت؟ إذا كانت المواظبة عليها تشعرني بسكينة واسترخاء لذلك سأعود لأكتب بشكلٍ يوميّ.

رابعاً: لا قهوة بعد الواحدة ظهراً.

فعّلت هذا النظام عندما بدأت بدراسة الدكتوراه، والثلاثة أشهر الماضية أضعت بوصلتي نتيجة للضغط النفسي المستمر بالإضافة إلى أنّ الشتاء وليله الطويل يساعد على هذا التسيب. بمراجعتي لما حدث اكتشفت أنّ نظام نومي تدهور بشكل تام! مما نتج عنه قلق وتوتر نفسي أنا في غنى عنه.. ما الذي تغيّر؟ ما سبب هذه الفوضى؟ حسناً النوم أصبح غير منتظم بسبب شرب القهوة في المساء! أووه فعلاً إذا زان نومك زان يومك.. لذلك بيزين اليوم وبتزين الحياة قريباً.

خامساً: المشي.

أحب المشي جداً.. ليس بسبب النشاط الذي أشعر به نتيجة الحركة، بل لأجل الصفاء والوضوح الذي يتركه على أفكاري. سأعود للمشي فهذا هو وقتي المحبب للمشي من العام. سأبحث عن رفيق للمشي أستمع إليه وأتحدث معه إلى أن تصفى أفكاري وتصبح صحبتها ممتعة كالسابق.

سادساً: قضاء وقت بجودة عالية مع نفسي.

أهملت نفسي بعض الشيء ولا يعجبني هذا الأمر.. لذلك سأعيد التواصل مع هواياتي التي اعتدت على الاستمتاع بها. بالإضافة إلى إتاحة وقت ومساحة لاكتشاف بعض الأمور الجديدة وخلق تجارب وخبرات غير مألوفة.

هذه بعض من الحلول التي سأحاول أن التزم بها في هذا العام في إدارة حياتي ونفسي.. حالة الفوضى والعبث لا تناسبني بالإضافة إلى أنها ليست بحالة صحيّة، بل هي سامة ويجب وضع حد لها قبل أن يمتد أثرها وتدمّر كل ما تجده في طريقها.

كونوا بخير.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s