تذكير نفسك من فترة لأخرى أنّ كل ما يشغلك في هذه اللحظة سينتهي في النهاية، أمر جيد وصحي ومعروف عظيم تؤديه لجسدك وروحك. مهما طالت مدتها ستنتهي، لتبدأ بأمر جديد يشغلك.. هو الآخر سينتهي. وضع هذه الحقيقة أمامك كل يوم سيساعدك في إدراك حلقة الانشغال هذه.. لذلك لا أعتقد أنّك تفضل الانتهاء مع كل أمر ينقضي، ستفنى حينها ولن يبقى منك شيء.
أذكر قبل عامين في مثل هذا الوقت، كل ما كنت أتمناه أن أنجز إحدى المهمات الشاقة، قبل أن تقضي عليّ بثقلها ورتابتها، إلى حدّ أنّها نالت من روحي الكثير، وكل ما رغبته حينها هو الخلاص مع كلمة الحمد لله على السلامة! ليس بذل الجهد ما كان يتعبني، بل إدراكي أنّ كل جهد أبذله وأنا أرغم نفسي عليه وأعمله مكرهه، سيأخذ من روحي الكثير.
لم أكرر هذا الخطأ مجدداً، تعلّمت الّا أفعل أي أمر لا أحبه. وإذا كنت أريد عمله ولا أحبه، سأجد فيه شيء يعجبني ليساعدني على الانتهاء منه بنفس راضية، بدون أن أظلم نفسي وأعاقبها بممارسة هذه الكراهية.
الخفة التي أشعر بها الآن بوصولي لنهاية هذا التحدي، لن تستمر طويلاً. توجد لدي ثلاث مهمات تنتظرني بعد أن أنهي كتابة آخر كلمة، وكل منها ينظر إليّ بطرف عينه متوعداً. تريحني حقيقة أنني أمضيت العشرة أيام الماضية بالعمل عليها بشكل متقطع، مع رسم خطة طوارئ لإدارة الوقت في الأسابيع القادمة، مستشعرة أنني سأصل للنهاية وأقطع الشريط لألتقي بهذه الخفة مجدداً.. يزيح عني من ثقل الطريق الكثير. والأهم من هذا كله، أنّ كل هذا الثقل والمشقة التي نتذمر منها، طلبناها لأجل أحلامنا التي نحبها ونريدها. وهذا مضحك بعض الشيء لأننا نجرؤ على الخيال ولا نتحمل العمل لتحويلها حقيقة.
شاركت في تحدي التأمل الذي قدمه فريق مرجع التدوين العربي، وكتبت هذه السلسلة طوال العشرة أيام الماضية بنفس سعيدة ومن القلب. أهم ما تعلّمته أن كل شيء ممكن تحقيقه إذا وجد الروتين. أشكر كل من قرأ سلسلة تدوينات تحدي التأمل، وخصّص جزء من يومه لمتابعة القراءة، وشكراً للمرجع.. نجحتم بنفض الغبار عن مخيّلتي.
2 replies on “شريط النهاية”
مباركٌ وصولك خط النهاية، عائشة. وبالفعل كان #تحدي_التأمل فرصة رائعة لننفض الغبار عن خيالنا.
وبفضله، اِستطعت اكتشاف جوانب مخفية من شخصيتي (وشخصيات الآخرين)
دام قلمك معطاءً
إعجابLiked by 1 person
أهلا وسهلا.. الله يبارك فيك، فعلا معك حق.
شكراً طارق على قرائتك
إعجابإعجاب