التصنيفات
#تحدي_التأمل

قنديل

كنت أقاوم النهوض اليوم وأشعر بإرهاق شديد، إلى حد أن إشعال الضوء أو حتى فتح عيني بالظلام مهمة شاقة ومنهكة تتطلب مني طاقة لا أملكها.

بعد فشل محاولات العودة للنوم، فتحت عيني لأتأمل السقف المظلم. هل يفقد لونه بسبب الظلام؟ لماذا لونه يستمر بالتموج بين الأخضر والبنفسجي؟ أو أن كل هذا التغيير يحدث بسبب عيوب بصرية تساهم حلكة المكان في إبرازها.

اعتادت عيني على هذا الظلام، استطعت تحديد أماكن الجمادات بناءاً على تفاوت شدة سوادها في هذا الظلام. باب الغرفة البني يبدو كبوابة تفتح لعالم آخر، سوادها مثير للفضول، هل أذهب إلى العالم خلف هذا الباب أم أبقى في مكاني وسيمتد هذا السواد حتى يصلني ويبتلع ظلي. ربما تركني ظلي في هذا الظلام وزاد الباب حلكة، وفقداني له هو ما استنزف قدرتي على النهوض اليوم. هل يا ترى يتركني ظلي كل يوم ويعود قبل أن أنهض لذلك لا أعلم عن رحلاته السرية؟ واليوم عندما باغته بالاستيقاظ مبكراً.. حُبس في الباب في منتصف طريق عودته.

هذه العتمة بدأت بالنيل من عقلي.. لا أملك طاقة لمنع تأثيرها علي ولا لطردها. هل فقدان ضوء الروح مهم أم فقدانه في المكان أهم؟

نهضت، أشعلت الضوء وودعت غمامة الظلام من المكان وبدأت يومي متصالحة مع حقيقة التعب والرغبة الملحّة في التخلص من كل مهمة صعبة تنتظرني.

توجد أنواع من العتمة والظلمة كل سطوع إضاءات العالم المختلفة لا تمكنك من إبصارها وتمييزها إذا خفت النور الذي تحمله في داخلك. شعلة الروح الموقدة هذه، تضيء لك عتمة كل مكان وكل طريق مهما كثرت تفرعاته أو طالت.

“من يحيا على حرمان غيره من الضوء، يُغرق نفسه في عتمة ظلّه.” محمود درويش

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s