هل تساءلت من قبل عن نوعية الذاكرة التي تملكها؟ هل تنسى أو تتذكر بشكل مستمر وأصبحت حالة ذاكرتك صفة مميزة لك؟ البعض يناديك نساي أو يطلق عليك لقب ذاكرة سمكة لضعف ذاكرتها. أو يناديك البعض بصاحب الذاكرة الخارقة، الفولاذية، بل قد يتمادى ويصفك بالجمل لذاكرته القوية.
باعتقادي أنّ ذاكرة الإنسان انتقائية بشكل بحت، تتذكر ما يهم الإنسان ويعنيه وتبقيه في مقدمة أفكارها في حين تقصي وتتجاهل كل ما لا يهمها في آخر أفكارها. بل ربما يؤرشف لعدم أهميته إلى وقتٍ مستقبلي ربما يصبح عنده هذا الأمر مهم أو يراجع ويحذف لعدم جدواه.
المشاعر وحدّتها تتحكم بتذكر المواقف التي يتعرض لها الإنسان، وكنتيجة لاختلاف الأمور التي تتأثر بها وتستجيب لها نفسياً ستختلف ذكرياتك عن ذكريات شقيقك، ومن الطبيعي أن تنسى ويتذكر هو بل ربما يتذكر كل منكما نفس الموقف بشكل مختلف نتيجة تركيزه على تفاصيل مختلفة، فيصبح لكل منكما قصة أساسها واحد وتفاصيلها مختلفة!
لذلك لا أؤمن بالطرق الشخصية التي يستخدمها كل شخص في طريقه للنسيان أو في محاولته لتقوية ذاكرته، البحث يجب أن يكون في حقيقة اتصال هذا الأمر بنفسك، بماهيتك التي أنت عليها بطريقة تفكيرك وتحليلك لما حولك وبتفاعل مشاعرك مع المعلومة. في هذه الحالة عندما تحلّ كل هذه الأمور في ذهنك، ستساعد نفسك بنسيان ما لا ينفعك وتذكر ما هو مهم لك.
الأمر أشبه بالعقدة التي بمجرد أن تمسك بها وتفكها ينهدم كل ما هو مبني عليها، فابحث عن جذور المعلومات وجد لها رابط شخصي في حياتك أو في عملك. بهذا الأسلوب إمّا تبني ذاكرة قوية تنتقي ما ينفعها وتتجاهل ما يضرها، أو تبني ذاكرة هشة تبقي ما يضرها وتنسى المهم لها .. فحدد أولويات ذاكرتك.
تنويه: لا أقصد في حديثي المبني على الملاحظة؛ الأشخاص الذين يعانون من أمراض تسبب فقدان الذاكرة أو النسيان، كلامي موجه للأصحاء المفرطين في حمل الهموم.