التصنيفات
غير مصنف

يوميات نوڤمبر اللطيف

هذا الشهر كان مليء بالمهمات والأمور التي يتطلب إنجازها وأوقات التسليم النهائية، ولأنني اشتريت بعض دفاتر اليوميات في منتصف أكتوبر. قلت سأجرب التدوين اليومي طوال شهر نوڤمبر، لأول مرة في حياتي أدون بشكل يومي.

الأمر رائع ولا أعلم لماذا لم أقم بذلك مسبقاً، ذكرت هنا في صفحة التعريف أنني تأخرت في التدوين الإلكتروني لحبّي للكتابة الورقية وهذا صحيح، لدي مفكرة أكتب بها بشكل متقطع متى ما ألّحت علي فكرة ما، لكن التدوين اليومي لم أجربه من قبل وليتني حرصت عليه من قبل.

كتبت عن أمور متفرقة ومختلفة، أصبحت أكثر حرصاً على عدم إضاعة الوقت بالملهيات وتصفح الإنترنت بلا داعي. حددت ساعتان للبرامج الأكثر استخداما على هاتفي بعدها تغلق ولا أرفع عنها القيود إلا إذا كنت أنتظر رد مهم وعاجل في الواتساب وأرغب بأن يصلني تنبيه. قمت بإضافة القراءة اليومية ضمن تخصصي وفي الأدب والشعر. رافقتني الأوراق العلمية في مجال البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية طوال الشهر، كنت أستريح من القراءة العلمية بقراءة أدبية شعرية للأعمال الكاملة لعدنان الصائغ وفي مذكرات أتغيّر لليف أولمن.

النوم مهم جداً في حياتي وله أولوية عظمى ولا أستطيع أن أضحي به لأي أمر، أؤمن بمقولة إذا زان نومك زان يومك. جربت جدولين للنوم مختلفة.. في الأول لا توجد قيلولة مع نوم مبكر عند الثامنة مساءاً والاستيقاظ عند الرابعة فجراً، والثاني استيقاظ عند الخامسة فجراً النوم لساعتين الثانية ظهراً إلى الرابعة والنصف ومن ثم النوم مساءاً عند الحادية عشرة. لسنوات كنت أعاني في ضبط نومي بفضل التدوين نجحت في ملاحظة المشكلة، وطبقت نظامين من الممكن أن ألجأ لها دون أن تضطرب ساعتي البيولوجية رأساً على عقب وذلك بحسب كثافة يومي. ومع هذا يوجد إستثناء لأيام الإمتحانات التي لابد أن يكون النوم بعدها مكافأة جزلة عن التعب حتى لو كان لمدة 3 ساعات.

الإنجازات الصغيرة صارت جزءاً من يومي، قراءة ورقة تلخيصها وجدولتها، كتابة جزء من البحث، البحث عن مراجع وتصنيفها. لا تعتقدوا أنّ اليوم يمضي بالدراسة فقط، سأكتب تدوينة في نهاية العام عن أول فصل دراسي من الدكتوراة وأول تجربة لي في الدراسة عن بعد ومميزاتها وعيوبها وتحدياتها.

سمعت العديد من حلقات البودكاست أثناء الكتابة بدلاً من المشي الذي للأسف لم يعد يومياً في هذا الشهر، وسأجد له وقتاً في ديسمبر مع ضرورة التعرض للشمس، بدأت أعراض الحجر الصحي تظهر على جسدي كألم في أقدامي لنقص فيتامين د. لاحظت أنني أمشي في الأعوام السابقة في الشتاء أكثر من الصيف ربما لأنني أحب تنفس الهواء البارد.

أتابع مسلسلين أكافئ نفسي بحلقة أو حلقتين في اليوم الدراسي عادةً تكون المشاهدة أثناء الأكل، وهذه عادة سيئة اكتسبتها ولازمتني منذ دراستي للسنة التحضيرية. أودّ أن أعمل عليها وأتخلّص منها لأستمتع بمذاق الأكل دون أي تأثير خارجي من باب الإحسان للنعم والتقدير للطعام.

أحرص كثير على الإنتهاء من كل العمل والمذاكرة في أيّام الأسبوع وأحاول أن أحصل على إجازة أسبوع تخلو من الضغط والتوتر وتراكم المهمات بفضل الجدولة لمهامي اليومية والإلتزام بها بنسبة 85%. أتساهل مع نفسي في 15% لأن متابعة الإنجاز ببناء عادة الإلتزام تدريجياً أهم لديّ من الكمّ المنجز. أدلل نفسي في إجازة الأسبوع لأستمر على نفس المستوى دون سأم أو إحتراق لأنني أحب تخصصي جداً وأحب نفسي أكثر.


لاحظت استهلاكي المكثف للقهوة وبدأت بضبط جرعات شربها، لا كافيين بعد الواحدة ظهراً. لا نحتاج للقلق والتوتر أبداً فتعرفت على الشاهي .. نعم شاهي وليس شاي، وأعتقد أنني شربت شاهي خلال هذا الشهر أكثر من كل أيام حياتي.

تعرفت على أغنية هندية قديمة عمرها أكثر من سبعين سنة، ويا للطاقة الإيجابية التي تغمرني حين سماعها، منعشة وحيّة جداً .. مثلي.


أحاول أن أنجح في النجاة من هذا الوقت بصحة نفسية وجسدية جيدة لا تؤدي لكوارث وعقبات في المستقبل.
يكفي هذا القدر من الحديث عن نوڤمبر اللطيف.
كُتبت هذه التدوينة على مدار الشهر، للحفاظ على نمط التدوين اليومي.
أتمنى لكم أيام رائعة ..

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s