
تجول في ذهنك فكرة ما، تحاول التقاطها .. وحين تنجح في امساكها، تضيع وسط سحابة من الأفكار.
يبدأ ذهنك بالانشغال عنها.. تنظر إلى الورقة وتقول: أعتقد أنّ خطي يحتاج لتحسين.
تحاول ضبط رسم الحروف، مرةً تلو الأخرى. ثم تسأم وتقرر أن الكتابة ليست لك.
يخطر لك أن تجرّب الكتابة على الكمبيوتر، ربما تحسن التقنية من سريان أفكارك على الشاشة أكثر من الورقة.
تضع أصابعك على لوحة المفاتيح، تنظر أمامك ولا تجد الكلمات على الأسطر.
فراغٌ.. وفراغٌ … وفــراغْ.
ضاع وقتك في العدم، تندب حظّك وسوء خطك ونقص موهبتك.
عُد وأمسك قلمك، وأكتب، ومزّق الورق، ثم أكتب، وأكتب، وأكتب.
أنقل ما كتبته على الورقة، إلى الشاشة ..
رتب عباراتك، أمسح الزائد منها وتابع الكتابة.
لا تكثر من الأسئلة، أكتب عبارات صحيحة، مثبتة أو منفيّة.. لا يهم،
حرّر أفكارك من صندوق الاستفهامات الجازم بشأن الأجوبة.
أقـرأ..
القراءة لما كتبت أهم من الكتابة نفسها، نقّح جملك، غيّر مفرداتك، أعد صياغة أفكارك. ركّز على الصورة الكاملة ولا تشتتك التفاصيل.
أكتمل النص أمامك، اتضحت ملامحه، تنظر إلى محاولتك الأولى، مُمزقة بالحاوية، وتدرك أهمية المثابرة في صقل موهبتك.
تسحرك كلماتك المصفوفة والمرتبة، تقرأها وأنت مندهش.. لا تصدق أن هذا الجمال من صنعك.. نعم من صنعك.
الآن بعد أن انتهيت من نصك الأول، أخبرني.. هل سيكون الأخير؟
أم ستستمر في المحاولة؟!